"المغرفة" ..تلك الطريقة الماهرة والجريئة والساخرة لتسديد ضربة جزاء أصبحت اليوم الأثنين رمزا لفوز إيطاليا بضربات الجزاء الترجيحية على إنجلترا وتأهلها للدور قبل النهائي من بطولة الأمم الأوروبية الحالية "يورو 2012".
وقد كثفت وسائل الإعلام
الإيطالية استخدامها لصور أندريا
بيرلو وهو يسدد ضربة جزائه المذهلة في مرمى الحارس الإنجليزي جو هارت حيث أنهت الجماهير
الإيطالية إحتفالاتها بفوز ليلة أمس الأحد وبدأت التركيز على مباراة الخميس المقبل أمام ألمانيا في الدور قبل النهائي.
وتعدد استخدام التورية في وصف "إل كوكيايو" أو المغرفة و "دي ريجوري" التي تعني بالإيطالية ضربة الجزاء ولكنها تعني أيضا "عقوبة" في إشارة إلى الإجراءات الإقتصادية الصارمة التي تؤرق معظم الإيطاليين.
وبعد مرور 120 دقيقة من اللعب أمس دون أن يتمكن أي من الفريقين من تسجيل هدف ، سجل
بيرلو ، أحد أبطال كأس العالم 2006 والفائز بجائزة أفضل لاعب في مباراة أمس الأحد في كييف ، ضربة الجزاء الثالثة الحاسمة لإيطاليا بعدما كان زميله ريكاردو موتنوليفو أهدر ضربة الجزاء الثانية للأزوري.
وفسر
بيرلو بصوته الخافت لاحقا سبب تسديده ضربة الجزاء بطريقة إسقاط الكرة خلف حارس المرمى ببراعة قائلا : "عندما رأيت الحارس متحفزا فكرت في تسديد الضربة بهذه الطريقة. كان التسديد أسهل بهذه الطريقة. ولاشك في أنه شكل ضغطا عصبيا عليه".
وكانت تسديدة
بيرلو هي أجمل إستعارة في مباراة سيطرت إيطاليا عليها ولكن دون أن تتمكن من تسجيل أي أهداف.
وقال اللاعب الإيطالي الدولي السابق جوزيبي دوسينا الذي يعلق حاليا لقناة "راي 1" التليفزيونية . "هذه هي النهاية العادلة".
وعبرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن رأيها في نتيجة مباراة أمس بكلمات مشابهة لكلمات دوسينا وقالت: "من وجهة النظر الكروية ، لقد تحقق العدل" بعدما أهدر آشلي كول وآشلي يانج ضربتي جزاء لإنجلترا بينما سجل أليساندرو ديامانتي ضربة الجزاء الأخيرة لإيطاليا لتفوز بلاده 2/4.
وكتب ماسيمو في عنوانه مقاله بصحيفة "لا ريبوبليكا" اليوم الأثنين يقول "المغرفة المباركة" بينما نقل عن دانييلي دي روسي لاعب خط وسط إيطاليا قوله : "لم أشاهد ضربة جزاء بهذا الجنون منذ تسديدة فرانشيسكو توتي".
وكان دي روسي ، الذي أصيب قبل ضربات جزاء مباراة أمس ، يشير إلى ضربة الجزاء المذهلة التي سددها لاعب إيطاليا السابق وزميله بفريق روما فرانشيسكو توتي في قبل نهائي بطولة يورو 2000 أمام هولندا.
وجاءت كلمة "هائل!" فوق صورة للاعبي
الأزوري وهم يجرون فرحا للاحتفال بضربة جزاء الفوز التي سددها ديامانتي على صدر صحيفة "إل كورييري ديللو سبورت" والتي كتبت في عنوان آخر لها: "إيطاليا
فريق من
كوكب آخر".
أما صحيفة "لاجازيتا ديللو سبورت" الشهيرة فقد كتبت: "إنه منتخب إيطالي رائع!" وتطلعت لمباراة إيطاليا المقبلة أمام ألمانيا قائلة: "إنها إيطاليا أمام ألمانيا من جديد.. ذكريات كأس العالم الرائعة".
ورغم أن تشيزاري برانديللي مدرب إيطاليا أعترف بأن ألمانيا هي المرشحة الأقوى للفوز بقبل نهائي يورو 2012 يوم الخميس المقبل ، فقد تذكرت وسائل الإعلام والجماهير
الإيطالية فوز إيطاليا على البلد المضيف ألمانيا 2/صفر في كأس العالم 2006 عندما أكمل المنتخب
الأزوري مشواره بعد هذا الفوز ليحرز لقب البطولة بتغلبه على فرنسا في النهائي.
وساد اعتقاد قوي بأن التغلب على إنجلترا كان نقطة تحول بالنسبة لإيطاليا التي تحسن أداؤها كثيرا خاصة في الدفاع وخط الوسط.
ولكن المشاكل الهجومية ظلت قائمة في المنتخب الإيطالي حيث أفتقد أنطونيو كاسانو الدقة كمصدر للتمريرات الحاسمة أمام المرمى بينما لم يأت أداء ماريو بالوتيللي على مستوى تصريحاته السابقة.
فقد أهدر مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي /21 عاما/ خمس تسديدات على المرمى ولعب ثلاث تسديدات أخرى بين ذراعي الحارس الإنجليزي هارت وسط الملعب ودخل في جدال محتدم مع المخضرم دي روسي الذي بدا وأنه طالب بالتوتيللي فيما بين شوطي المباراة بأن يركز في اللعب بشكل أفضل.
وصرح المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني ، الذي درب بالوتيللي في إنتر ميلان سابقا و الآن في مانشستر سيتي ، اليوم الأثنين على محطة "راي 2" الإذاعية قائلا إن "بالوتيللي تغير. فقد أصبح أكثر نضجا الآن. ولكنه مازال صبيا يحتاج لتطوير نفسه في عدة أوجه.